تصور أنك التقيت شخصا مٌهِمًا في المصعد و لديك 30 ثانية فقط للتعريف بفكرتك و تقنعه بالإستثمار فيها.أو على الأقل أن تشرح في ظرف وجيز جدا ما تقوم به شركتك من خدمة أو عرض حتى تثير إنتباه هذا الشخص و تجعله يطلب منك المزيد من المعلومات عن تخصص شركتك و المشاكل التي تريد حلها، فهل تستطيع؟ إذا لم تستطع، فالمعلومات التالية ستساعدك على تحديد مجال عمل شركتك و تخصصها و بالتالي تميزها داخل السوق و الحصول على صفقات لا يمكن لأي شركة أخرى الحصول عليها. فحينما تحدد عرضك بطريقة تميزك عن باقي الشركات أو الخدمات المقدمة من طرف الآخرين، فالكل سيتعرف عليك كمتخصص في حل مشكل ما، أي في مجال ما. إن فهم حاجات الزبناء و بلورتها على شكل عروض بطريقة يمكن للناس فهمها بشكل سريع و دون عناء سيساعدك على الترسخ في دهن الزبناء المحتملين و البحث عنك عند احتياجهم إليك. فأول سؤال عليك أن تطرحه على نفسك قبل القيام بأي إجراءات إدارية لتأسيس شركتك، ما الخدمة التي تريد أن تقدمها لزبنائك المحتملين؟ ما هي المشاكل التي تريد حلها؟ ماهي الحاجات التي تريد أن تقضيها للناس حتى تتقاضى مقابلا ماليا عنها؟ ثانيا عليك أن تعرف من هم زبناؤك المحتملون؟ ماذا يعملون؟ بأية طريقة يمكنك التواصل معهم؟ ما هي مشاكلهم؟ ما الذي يأرقهم؟ إذا كنت تعرف بالضبط المشكل الأساسي لديهم و أنت الوحيد الذي يملك حله، فاعلم أنه يمكنك أن تطلب ما تريد منهم لقضاء حوائجهم. طبعا هذا ليس بالأمر السهل، و لكن أردت فقط أن أوضح أهمية أن تعرف ماذا تريد حله من مشكل لتقدمه كعرض للبيع و تجني من ورائه مقابلا ماديا. سأوضح في الفقرة المقبلة كيف يمكنك تحديد مدى ربحية مشروعك قبل البدأ فيه و تخسر الكثير من الوقت و المال دون جدوى.
هل فكرة الشركة التي تريد تأسيسها فرصة تجارية مربحة؟
إن الفشل في مشروع تجاري ليس مشكلا في حد ذاته إذا استخلصت الدروس و أصلحت ما كان سبب خسارتك ثم عدت بفكرة جيدة تمكنك من دخول السوق بقوة. فجل رجال الأعمال الناجحين فشلوا في بداية مشاريعهم قبل أن ينجحوا. إن الفشل ليس إلا تجربة يجب استخلاص العبرة منها و العودة من جديد. لكن عليك أن تقوم ما بوسعك منذ البداية حتى لا تفشل، أما إذا فشلت فلن تحس على الأقل بالذنب.
إنه لمن الصعب جدا معرفة منذ البداية هل فكرتك مربحة أم لا. و لكن باتباع الطريقة التالية التي سأريك إياها سأساعدك على معرفة إشارات النجاح أو الفشل.
فبعد أن وجدت فكرة المشروع، إنه لمن المهم جدا تحليل واقعية القيام بمشروعك. هناك أربعة عناصر يجب أخدها بعين الإعتبار للقيام بالتحقق من جدوى تأسيس شركتك.
1- هل يمكنك إنجاح المشروع تقنيا؟
لابد من أن تكون الفرصة التجارية واقعية و قابلة للتطبيق على أرض الواقع و تجيب على حاجات زبناء محتملين مستعدين لأن يدفعوا من أجلها مقابلا ماديا لاكتسابها أو العمل بها. هذا يعني لابد من أن تكون لمنتوجك قيمة كبيرة في أعين الزبناء المحتملين. لكن المشكل أحيانا أننا نجد أفكارا ملهمة و لكن لا يمكن إنجازها تقنيا. لذلك عليك التحقق من العناصر التالية:
- هل التكنولوجيا متوفرة لديك لإنجاز أول نموذج لمنتوجك؟
- هل بمستطاعك المرور من مرحلة إنجاز النموذج إلى إنجاز كمية قليلة من وحدات المنتوج و الإتجار فيها بطريقة مربحة؟
- هل أنت متوفر على الموارد البشرية المؤهلة لإنجاز نموذج المنتوج أو المشروع؟
- هل لديك مزودين لما تحتاج إليه من سلع و آلات لإنجاز النموذج الأول ثم الكمية الأولى الموجهة إلى السوق؟
2- هل لديك القدرة على تعبئة الناس؟
لبناء أي مشروع تجاري لابد من أن تكون لديك المؤهلات لإقناع أشخاص مؤهلين و قادرين ليتعاونوا معك على إنجاز مشروعك. لابد من أن تكون لديك القدرة على التسيير و التسويق و الإبداع لتحويل فكرة ما إلى مشروع تجاري مربح. إن الموارد البشرية و المالية هي أساس بناء أي مشروع. و لكن هذا لا يعني لابد من أن يكون لك أقارب أو أصدقاء قادرين على مساعدتك ماديا أو بشريا لإنجاز مشروعك، بل يجب فقط أن تكون لك القدرة على إقناع الآخرين بفكرة منتوجك حتى و لو كانوا غرباء.
3- ما الذي يميز منتوجك عن باقي المنتوجات الموجودة في السوق؟
إذا كانت المنافسة شرسة و لا تستطيع اقتحام السوق، فاعلم أن السبب غالبا هو أنك لم تستطع أن تقدم مشروعك بطريقة تميز منتوجك عن باقي المنتوجات أو الخدمات المطروحة في السوق لتجعل الزبناء يفضلون منتوجك عن باقي المنتوجات. يجب أن يكون لمنتوجاتك أو الخدمات المقدمة مجموعة من الخصائص و المواصفات حتى يتمكن الزبناء من تمييزها عن باقي ماهو مطروح في السوق. إنه من السهل أحيانا أن نضيف شيئا صغيرا على منتوجنا لتمييزه، فليس علينا بالضرورة القيام بثورة أو ابتكار كبير. إن نجاح تسويق المنتوج يعتمد أحيانا على إضافة تغييرات بسيطة عليه. فيما يلي العناصر الأساسية التي يمكنك أن تطرأ عليها تغييرات لتميز منتوجك عن باقي ما هو مطروح في السوق.
- المنتوج: الجودة، الأداء، الموثوقية أو الثقة في المنتوج، سهولة الإستخدام، التصميم، إلخ.
- الخدمات: سهولة الشراء، وفرة الخدمات بعد الشراء، سهولة تركيب المنتوج و استعماله، تدريب الزبون على استعمال المنتوج، إلخ.
- العاملون: مؤهلات العاملون، طريقة المعاملة للزبناء، المصداقية، إلخ.
- قنوات التسويق: التغطية، الخبرة، الأداء، إلخ.
- الصورة: رمز المنتوج، المقالات المكتوبة حول المنتوج، طريقة تصوير الفيديوهات و تقديمها، إلخ.
4- هل تعرف كيف تجلب الزبناء لشراء منتوجك؟
إنه لمن الأهمية بمكان معرفة تسويق منتوجك قبل إطلاقه. إن أسباب فشل الشركات غالبا يكون عدم القدرة على تسويق المنتوج. إن أغلب رجال الأعمال المبتدئين يطلقون منتوجا معينا و يعيشون على الأمل أن يأتي إليهم الزبناء، و هذا بطبيعة الحال خطأ كبير و يدفع غالبا إلى الإفلاس.
إنها مجموعة من الأسئلة التي يجب طرحها و الإجابة عنها قبل بدأ تأسيس الشركة: من هم زبناؤك المفضلون؟ هل منتوجك موجه إلى أشخاص أم إلى شركات؟ ماهو المنتوج أو الخدمات التي يبحث عنها زبناؤك المحتملون؟ عليك أن تعرف جيدا من هو زبونك المحتمل حتى تستطيع إطلاق المنتوج الذي يريده هذا الأخير. عليك أن تعرف كيف يمكنك التواصل مع هذه الشريحة من الزبناء المحتملين لكي تسألهم و تتحقق من اهتمامهم بمنتوجك قبل الإستثمار في مشروعك. أما إذا كنت من الذين أطلقوا مشروعهم قبل التحقق من رغبة الزبناء، فما عليك إلا القيام بهذا التمرين الآن. إن الطريق الصحيح لمعرفة قيمة منتوجك لدى الزبناء المحتملين هو أن تسألهم، إما عن طريق الأنترنيت أو المقابلة الحية. عليك أن تهيأ مجموعة من الأسئلة و تطرحها على أكبر قدر ممكن من زبنائك المحتملين لتعرف نيتهم اتجاه منتوجك.
نظرة إلى المستقبل
لكي تصل إلى ما تريده، عليك أن تعرف ماذا تريد أن تصل إليه. حتى تعرف نفسك بنفسك، أجب عن الأسئلة التالية:
- خد قليلا من الوقت و فكر فيما تريد الوصول إليه. ما هو هدفك ؟ لماذا؟
- إذا قمت بكل المجهودات اللازمة، كيف تتصور نفسك بعد 5 سنوات من الآن؟
- ماهي مهاراتك، قدراتك، مواهبك أو بأي مؤهلات يمكنك أن تساعد الناس على قضاء حوائجهم؟ أكتب كل ما يمكنك القيام به لأنه سيكون بمثابة نقطة بداية لمقاولتك.
- من هم زبناؤك المحتملون؟ ماهي مواصفات الزبناء المستهدفين؟ هل منتوجك أو خدمتك موجهة إلى أشخاص أم إلى شركات؟ حاول أن تذكر كل شيء عن زبونك المحتمل لتستطيع أن تقدم له المنتوج أو الخدمة التي يحتاج إليها.
المصدر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق